مصطفى الخاني من الممثلين الشباب الذين يتركون انطباعاً مختلفاً في نفوس الناس، سيرته المهنية مثيرة للإعجاب، فهو يبحث عن أدواره كمن يبحث عن إبرة وسط كومة قش. لفت الأنظار إليه منذ البداية حين جسد دور «جحدر» في مسلسل «الزير سالم» وكان لم يزل طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، بعدها قدّم دوراً صغيراً مع المخرج حاتم علي في مسلسله «صلاح الدين»، وصفه المخرج بأنه من أهم الشخصيات التي قدمت في
العمل مع العلم أن مساحتها صغيرة جداً، ولعل أحداً لن ينسى دوره «هرغل » في سقف العالم أو دوره في مسلسل «جبران خليل جبران».
اليوم يتقدم الفنان الخاني خطوة على ما أنجزه من قبل، ليدخل «باب الحارة» هذه المرة، ونصب عينيه لا الجماهيرية التي حققها كل من دخل هذا الباب من قبله، بل يقول «يعنيني أن أقدم شخصية متميزة على صعيد الأداء تترك بصمة لدى الجمهور».
ولكن ماذا عن الجماهيرية التي نالها كل من عمل في مسلسل «باب الحارة»، ألا تغري مصطفى الخاني؟ يجيب: «بالطبع الجمهور يهمني ولكن يهمني أيضاً ألا أقول بعد سنوات ليتني لم أمثل هذا الدور أو ذاك، لذلك تجدني متأنيا بدراسة خطواتي الفنية. أريد أن أجلس بعد 20 عاما وأستعرض أدواري التي جسدها، وأشعر أني تطورت من خلالها بشكل تصاعدي وحققت التنويع في شخصياتها».
تبدو المسألة بالنسبة إلى الفنان الخاني حضورا لا ظهورا، وبرأيه أنه «من الممكن أن يحقق الممثل انتشاراً جماهيريا في وقت قليل لكنه لن يحقق بصمة إلا بجودة الأداء».
أما في «باب الحارة» فتبدو المسألة أكبر من مساحة حضور، فحضور الشاب سيكون معادلاً موضوعياً لغياب شخصية إشكالية هي شخصية «أبو غالب»، وسيقبض الشاب على الروح الشريرة في شخصية أبو غالب «بائع البليلة» ليعيد توظيفها في شخصية جديدة تماماً هي شخصية «النمس» الذي يعمل بخاخاً لمبيدات الحشرات.
يشرح الخاني كيف تطورت الشخصية على هذا النحو بالقول: «عرضت علي شخصية تدعى «أبو كيلة»، قرأتها فوجدتها شخصية جميلة على الورق لكنني اكتشفت أنها شخصية «أبو غالب» نفسها، وأحسست أن لديها معطـيات كثيرة من شأنها أن تقدم بأداء متميز ومختلف، فاستشرت المخرج الملا لزيادة بعض الإضافات عليها، وذهبنا بها إلى منحى آخر تماماً أعتقد أنه سيفاجئ المتفرج».
يدخل «النمس» العمل من البوابة التي يغادر منها أبو غالب، حيث سيشتري «النمس» الخارج من السجن حديثاً، بيت أبو غالب الذي هجر بدوره الحارة. ويصف الخاني شخصيته «النمس» بأنها «شخصية ذكية وطريفة تحب المقالب، وقد اجتمعت فيها مجموعة من التناقضات الإنسانية التي قد توجد في كل شخص فينا. لذلك أحياناً يوصلك خبثه حد كرهه، وفي أحيان أخرى تحبه».
وعن تعامله مع الشخصية، يقول الخاني : «سعيت كي آخذ الشخصية نحو مساحات أخرى، على نحو لا تبدو فيه شخصية مسطحة وأحادية الجانب، فقد وجدتها كممثل شخصية غنية درامياً، ولذلك بذلت جهداً إضافياً في تجسيدها لتلفت انتباه المتلقي أكثر