داء الحسد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده
قال تعالى
(وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ)
يَنْظُرُونَ إلَيْك نَظَرًا شَدِيدًا حَسَدًا بِسَبَبِ الْقُرْآن الَّذِي جَئت بِه
فالغضب في نفس الحاسد تدفعه إلى قتل أخيه دون شعور الحسد فالحاسد تراه دائمًا متسخط على قضاء الله لا يحب الخير لغيره بل ويتمنى زواله وكثيرًا ما ترى الحاسد مغمومًا إذا رأى نعمة على أخيه ولا ينظر الى قول الله عز وجل (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ..) ولا تصدر العين إلا من حاسد خبيث النفس، قال تعالى
وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)) والحسد داء وقد نهانا صلى الله عليه وسلم عن التحاسد فقال:
( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى هاهنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم
فالأحسن إذا كان الإنسان يخاف أن تصيب عينه أحداً لإعجابه به أن يقول: تبارك الله عليك ؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال للرجل الذي أصاب أخاه بعين: ( هلا برَّكت عليه )
فالإيمان والحسد لا يجتمعان في قلب عبد، فالحاسد لا يرضى بما قسم الله ولا بقضاء الله .
فعين الحاسد عدوة لكل خير يصيب غيرها ولا حول ولا قوة إلا بالله
و النبى صلى الله عليه وسلم (عَلَامَ يقتل أحدُكم أخاه) و قد أعطانا
لله در الحاسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله
العلاج فقال: ( إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدعُ له بالبركة) ولكن يبدو أن صاحبنا الحاسد يظن نفسه صاحب قدرات خارقة أو موهبة أو صاحب إنجاز فترى أحدهم يقول لأصدقائه (أحسد لكم فلانًا؟) وكأن الأمر مزاح، والعين أو الحسد قد يتسبب في إهلاك الأنفس أو هدم الأُسر والبيوت
دع الحسود وما يلقاه من كمد يكفيك منه لهيب النار في كبده
ان لٌمت ذا حسد نفًست كربته وان سكت فقد عذبته بيده
ألا قل لي لمن بات حاسداً أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله سبحانه لأنك لا ترضي لي ما وهب
قال صلى الله عليه وسلم (العين حق) تستنزل الفارس عن فرسه، العين حق ( إنها تُورِدُ الجَمَلَ القدر و تُورِدُ الرَجُلَ القبر) فالعين قد تتسبب في هلاك الجمل وذبحه وطهيه وقد تُدخل الرجل القبر
اصبر على كيد الحسود***** فان صبرك قاتله
فالنار تأكل نفسها ****ان لم تجد ما تأكله
العلاج من الحسد
إذا خِفتَ العين والحسد فارْقِ نفسك بالفاتحة وآيه الكرسى وسورة الإخلاص والمعوذتين، وإذا رأيت أخًا لك محسودًا فارْقِهِ كما فعل النبى صلى الله عليه وسلم بالحسن أو الحسين قال
باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك و من شر كل نفسٍ أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك) و قال للحسن والحسين معًا( أُعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطانٍ وهامة ومن كل عينٍ لامة ) وماء زمزم لما شُرِبَ له ( طعام طُعمٍ وشفاء سقم ) فاشربه بنية الشفاء من العين والحسد
والأعجب: أن الحاسد قد يحسد نفسه فربما يوفق في بيته أو حديقته أو أرضه وزرعه أو ولده أو زوجته أو هدوء بيته وسكون حياته واستقرارها فلم يُبَرِّك بل نظر معجبًا (فيحسد نفسه) (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( إذا رأى أحدكم في نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدعُ له بالبركة فإن العين حق))
وعَوِّد نفسك الدعاء بالخير لإخوانك قل(ما شاء الله تبارك الله)
وإذا طلب منك أخوك ماء وضوئك ليبرأ من حسدك وعينك فلا تتردد، فعندما كان سهل بن حنيف يغتسل رآه عامر بن ربيعة ورأى جلده الأبيض فقال ما رأيت كاليوم جلدًا! فصُرِعَ سهل فلما بلغ النبى صلى الله عليه وسلم دعا عامرًا وأمره بالوضوء؛ ثم أخذ الماء فصبه على سهل بن حنيف فقام كأنما نشط من عقال فإذا طلب منك الوضوء فلا تتردد .
لا تُعرِّض نفسك للعين والحسد ثم تأتي و تشتكي قال صلى الله عليه وسلم: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذى نعمة محسود) حديث صحيح
* الأذكار والأوراد والأدعية التي يقولها الإنسان بنفسه
*إذا كان الذي أمامك معروف بالحسد فهذا لا يعني أنك تقول النعم التي جاءتك، وتستجلب حسده وإصابته لك بالعين
*يجب ألا نخلط بين شكر الله وحمده على النعم، وبين ذكر بعض الأشياء التي تستجلب الحسد عند العائنين أو الحاسدين إذا كانوا موجودين
*لاتكون من المسرفين بأمر العين فتطاردهم الأوهام ويحاصرهم القلق ويضعف عندهم اليقين ويختل عندهم ميزان التوكل، وينسبون كلّ إخفاق أو فشل إلى العين وإن لم يكن بهم عين، وربما استدرجهم الشيطان فأمرَضهم وما بهم مرض، وأقعدهم عن العمل وما بهم علّة، ذلكم لأنّ نسبة العجز وال*****ل إلى الآخرين أسهل من الاعتراف به وتحمّل لوم الآخرين
*لا توهم نفسك بأنك محسود والزم الأذكار وحَصِّن نفسك وارْقِها وتوكل على الله يحفظك الله
ثم أنك تواظب على الدعاء بالبركة وقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله كلما رأيت أحدا في نعمة، فإنك بذلك تسلم إن شاء الله من الإضرار بالناس المنهي عنه في حديث: لا ضرر ولا ضرار.
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
انظر الرابط
https://www.youtube.com/watch?v=uBiHV_6AWCI